عدد المساهمات : 558 نقاط : 1385 تاريخ التسجيل : 24/08/2009
موضوع: نافذة الحياة الإثنين يوليو 12, 2010 8:47 am
كنتُ أجلس وسط الغرفة وأمامي المنضدة التي تحمل أوراقي وأقلامي وبقايا لوازم الكتابة ومع فنجان الشاي هذه المرة لأن أبو العوف ( بيني وبينكم ) ليس من هواة شرب القهوة التي تعود الكتاب على ذكرها في مواضيعهم وأنهم يضعون فنجانها جنبا إلى جنب مع الورق و ... المهم كنت وأنا أكتب أرفع رأسي بين الفينة والأخرى مستطرقا في فكرة وأنظر من خلال النافذة . فتساءلت مع نفسي لماذا نرفع رؤوسنا عندما نشعر بأننا محاصرين في فكرة ما وعندما نحاول إيجاد حلاً أو التواصل أو اللحاق بأحد أجزائها ، ولماذا نبحث عن الأمكنة التي يبتعد فيها نظرنا فلا ننظر إلى الأشياء القريبة حولنا إنما نجول به في الأفق وكأننا نستمد طاقة ما أو إشارة فيها مانبحث عنه وما دمنا باقين مع الفكرة فهو إذن ليس هروبا منها برفع الرأس بل هو استغراق فيها . هي فسحة للنفس إذن تنطلق فيها مع بعد النظر فيتسع الأفق وباتساعه تتوضح الرؤيا وينتشر الضوء ليكشف الزوايا المظلمة والمجهولة . كانت عيني تقع على مساحة محددة بعرض وارتفاع النافذة وحين نهضت من مكاني وكلما اقتربت من النافذة توسعت حدود بصري ليشتمل على ماكان يتوارى خلف الحجب وجدران العتمة ومع نَفَسٍ عميق وصل الإنتشاء ذروته ، وأحسستُ بتجدد الدماء في عروقي والطاقة أصبحت أعلى وأكبر من قبل ، والله أعلى وأكبر. ألكون هو ذاته لم يتغير عندما كنت بعيدا عن النافذة وحين اقتربت لكن الذي تغير ووسع الأفق هو ( نظرتي ) أنا ، فأنا حين سمحت لنفسي أن تستقبل ماأبصرته عيني توهج بداخلها ماكان معطلا عن النور . وعرفت أشياء كانت في غيبة عنها وأنا ذاتي الذي غيبها . هذا يعني أنني السجين والسجان وأنني من يستجلب الأحزان وأنني من اختار لنفسي مجلسها ومواقع نظرها فإن وقعت العين على قبيح قالت النفس .. بخ واشمئزت وإن وقعت على جميل قالت هيت لك ، ولكن ليس كـ تلك الـ هيت التي كانت من امرأة العزيز إذ راودت فتاها . لكن مرة أخرى هل نستطيع دائما التحكم بزوايا النظر سيقول المتفائلون : نعم .. والمتشائمون سيقولون :!!! وضعنا لهم ثلاث علامات تعجب ولن نزيد عليها لأننا نعطيهم بعض العذر . إن لامتلاك قدرة التغيير لا بد من تمارين نمارسها مع الحياة فتلسع ظهورنا بعض سياطها والتي يمكن أن تدمينا ومن ثم تُبكينا فقط لنتذكر أن لنا جولة أخرى معها ، حين نأخذ العلم بها من خالقها فإذا ما أتت تجلدنا قلنا لها اجلدي فلستِ سوى ساعة من جلد لها ساعة صبر لنُجزى في ساعة الحشر خلودا .............................