من دفــتـر بــح ــار ...

من دفــتـر بــح ــار ...

× قال لي أن المصباح يتوهج بشدة قبل أن يحترق ..
فأفزعني .. ومذ ولادة ذالك الخوف .. وهو يكبر ويتجدد
كلما خطوت.. أو قفزت إلى الأمام .
مشكلتنا مع الأيام أننا لانعرف ماذا تخبىء لنا
مشكلتنا أنها تعشق المفاجأة.. وتكره المنطق ..وتضطهد الوضوح

تحسبها جيداً
ترتيب حسابتك بعقلك كلها
وبكل المنطق الذي لايختلف عليه عقلان
ثم تطمئن .. تغفوا قليلً لترتاح
وتصحوا لتجد أن كل مابنيته في سنين
هدمته الأعاصير في لحظة
وأن كل ما أحتطت به .. ورسمت له .. لايجدي ولا يفيد
تهملها حينا , تلغي الحسابات تماما, وترتاح
وفجأة تجد أنها أقبلت عليك بكل زينتها وأغرائها
تتساءل .. تضطر إلى أن تسأل : ماذا أفعل لكي ( أعرف ) ؟.

وهل هناك بين البشر من يعرف أو يفهم ؟

* * *
أشـ ع ـر أحيانا بأنني ولدت على ظهر مركب ولم أكد أقترب
من سن الوعي حتى تساقط القبطان والبحارة عشرة تلو عشرة
في ليلة عاصفة .. وتركوا لي دفعة واحده زمام المركب الكبير ..

البــ ح ــر لايرحم الأغرار

ولا يعنيه الفرق بين مبتدئ وخبير
وأنا أصغر من مقودي .. وأكبر قليلً من البوصلة
وعلي دفعة واحدة أن أواصل
السفر الأبدي إلى نهاية العالم أو نهايتي ..

أنجح مرة ..

وأفشل مرات لأنجح من جديد .

أجاوز عاصفة فأفرح .. ثم يضج بي البحر فأنهار

وفي ذات فجر .. تبتسم الدنيا لـــطموح ــي

ويهادنني البحر فيختصر قبيلة الزوابع إلى زوابع صغيرة
وينطلق كالريح مركبي ..((الصغير – الكبير ))

ثم : ثم يأتي الليل .. وتزحف على وحدتي غيوم القلق
وأتذكر أن البحر لايلتزم بهدنه ...
وأبداً لايواصل (( السلام )).

لا أهدأ .. لا أنام .. وأكتشف بعد التعب .. وبعد الأرق
أنني رغم ماحققته لا أملك القدرة على مواصلة النشوة

وملاحقة الــفرح ..!